بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
منطلقا من الحديث المتواتر ( "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" )أخرجه البخاري ومسلم ..
نذكر أنفسنا و إخواننا بضرورة التثبت في نقل الأحاديث، و ضرورة تمحيصها قبل نشرها و نقلها و تداولها، و ننبه لخطر ترويج الأحاديث الضعيفه في المنتديات إلا على سبيل تبيان ضعفها و التحذير من روايتها.
لقد شدد العلماء رحمهم الله في خطر رواية الأحاديث الضعيفة فضلا عن المكذوبة و الموضوعة و نسبتها إلى رسول الله .
فذكر الإمام مسلم في مقدمة صحيحه ما فيــه تحذيـر من الضعيف: " باب النهي عن الحـديث بكــل ما سمع" مستدلاً بقوله : " كفى بالمرء كذباً أن يُحدِّثَ بكلِ ما سمع"رواه مسلم
وذكر الإمام النووي في شرحه لمسلم : " باب النهي عن الرواية عن الضعفاء" مستدلاً بقوله : " سيكـــون في آخـــر الــزمـان ناسٌ من أمتي يُحدثـــونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم ، فإياكم وإياهم"رواه مسلم.
و قال ابن حبـان في صحيحه : " فصل ذكـر إيجاب دخــول النــار لمن نسب شيئـاً إلى المصطفى وهو غير عالم بصحته " ثم ساق بسنده قوله : "من قال علّيَّ ما لم أقل ، فلْيتبوَّأ مقعده من النار" حسن رواه أحمد، و قال الشيخ ابن باز متفق على صحته،
و تمامه الحديث : "إياكم وكثرة الحديث عني، من قال علي فلا يقولن إلا حقا أو صدقا ، فمن قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار" . حسنه الألباني في الصحيحة برقم 1753
فتأمل جيدا هذا الحديث :
ففيه نهى النبي الكريم عن كثرة الحديث عنه صلى الله عليه و سلم، لأنه مظنة الوقوع في الخطأ، و كما جاء في الأثر، من كثر كلامه كثر خطأه، و فيه النهي عن نقل الحديث إلا بعد التأكد من أنه حق، ومن نسبته للنبي عليه السلام و فيه أيضا عقوبة من قال على النبي ما لم يقله !
فأنظر ـ يرعاك الله ـ خطر التقول على النبي صلى الله عليه و سلم بمجرد الظن و دون التثبت من نسبة الحديث إليه عليه السلام، و النبي عليه السلام
وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلّم من الأحاديث الموضوعة فقال : " مَن كذبَ علَيَّ متعمداً ، فلْيتبوَّأ مقعده من النار" متفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم "إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"رواه مسلم عن المغيرة بن شعبة وهو حديث متواتر جاء عن أكثر من ستين صحابيا .
فتأمل و احذر كي لا تكون من هؤلاء،
قد يقول قائل و لكن نيتنا حسنة و ما أردنا إلا الخير ...
نقول كما قال ابن مسعود للمسبحين في الحلق في حديث سنن الدارمي المعروف، و كمن من مريد للخير لن يدركه.
فلا يعذر أحد بنيته الحسنة و حبه للخير مع تقصيره في البحث و التنقيح، فإن الصحابة رضوان الله عليهم أعبد الناس لله بعد نبيهم و أخلصهم لله في ذلك، و لم يكن ليغني عنهم صلاح نيتهم من الله شيئا، و لم يكن ذلك ليثنيهم عن التثبت و الورع في نقل الخبر، فالكذب على النبي ليس كالكذب عن من سواه.
فاحرص أخي أن لا تنقل إلا عن المواقع السليمة المعروفة بتنقية الحديث، و إن رأيت حديثا منسوبا للنبي فاحرص على البحث عن تخريجة و حكم أهل الحديث عليه باستخدام برامج للتخريج كبرنامج الكتب التسعة، أو محركات البحث في بعض المواقع الآمنة ...
ولنحرص على الإستفادة منها، جزى الله القائمين عليها خير الجزاء...
و لنعلم أخوتي أن العبرة ليست بكثرة المشاركات، و طولها، و لكن العبرة بمدى صحة ما فيها و موافقتها للمنهج السلفي الرشيد منهج صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن سار علة نهجهم واقتفى أثرهم .
و الحمد لله رب العالمين