الإسراف في القهوة والبروتينات يسبب هشاشة العظام لكبار السن
كشفت دراسة مصرية أن الإسراف في تناول كميات كبيرة من القهوة، والوجبات الغنية بالبروتينات، تقود كبار السن إلى المعاناة من مرض هشاشة العظام، لما يسببه الكافيين الموجود في القهوة والبروتينات الغذائية من فقد كميات كبيرة من الكالسيوم في البول.
ويقول الدكتور محمد كمال، اختصاصي علوم وتقنية الاغذية بجامعة أسيوط لـ«الشرق الأوسط»: إن الكالسيوم يلعب أدوارا حيوية مهمة في تغذية الكبار، لكونه ضروريا للاتصال العضلي العصبي، ولنفاذية الجدر الخلوية، وتجلط الدم، وسلامة العظـام، والمحافظة على انتظام دقات القلب، وتقليل الكوليسترول ومنع الاصابة بأمراض القلب، مشيرا إلى أن زيادة حالات كسور العظام بتقدم العمر مرجعه زيادة نقص كتلة العظام، خصوصا لدى المداومين على تناول القهوة عدة مرات يوميا وتناول كميات من الأغذية المحتوية على نسب عالية من البروتينات، حيث أثبتت التجارب أن شرب كوب واحد من القهوة يجعل الكافيين الموجود به يتسبب في فقد مليغرام واحد من الكالسيوم في البول، وإذا تكرر تناول القهوة تتضاعف كمية الكالسيوم التي يفقدها الجسم في البول مما يقود إلى نقص كتلة العظام، التي ينتج عنها حدوث حالات كسور في العظام إثر أي سقوط على أرض أو اصطدام بجدار أو حتى مقعد داخل البيت.
ويذكر الباحث المصري أن البروتينيات الزائدة في الوجبات الغذائية تساعد أيضا على فقد كمية أخرى من الكالسيوم في البول، الأمر الذي يزيد من تعقيدات المشكلة، لأن كبار السن يكونون في حاجة وقتئذ للإقلال من تناول القهوة والوجبات الغنية بالبروتينات مع العمل على زيادة معدلات الكالسيوم وأخذ ذلك في الاعتبار عند إعداد الوجبات الغذائية الخاصة بهم، أو بنظم الحمية الغذائية التي يتبعها بعض كبار السن من الرجال والسيدات، موضحا ضرورة زيادة نسبة الكالسيوم مع التقدم في العمر لمواجهة انخفاض قدرتهم على امتصاصه في هذه السن، بالإضافة الى حدوث زيادة طبيعية في عملية فقدان الكتلة العظمية وفقدان الكالسيوم في البول. وأكد أن زيادة تناول الكالسيوم في هذه المرحلة العمرية لا بد أن يصاحبه كمية مناسبة من فيتامين D ليرفع قدرة الجسم على الاستفادة منه، كما أن تناول هورمون الاستروجين بالنسبة للسيدات المنقطع عنهن الطمث، يجعل لتناول الكالسيوم قيمة غذائية فعلية، لأنه بدون ذلك تقل قيمته رغم تناوله. وأوضح ان أهمية الكالسيوم لا تقتصر على ذلك بل إنه يلعب دورا مهما في المحافظة على ضغط الدم العادي، فضلا عن دوره كجزء من المادة الصمغية Glue التي تربط الخلايا ببعضها البعض، محذرا من أن أي نظام غذائي للتخسيس لا بد أن يتوازن لدى كبار السن واحتياجاتهم من الكالسيوم، مشيرا إلى أن الحامض الأميني الاساسي «الليسين» يلعب دورا مهما في امتصاص الكالسيوم، مع ملاحظة أن تناول الكالسيوم مع الحديد يقلل من تأثير كل منهما، وكذلك الحال بالنسبة للزنك، الأمر الذي يتطلب مراعاة ذلك.
جدير بالذكر أن منتجات الألبان تعتبر المصادر الأساسية لإمداد الجسم بالكالسيوم، إذ تمده بنحو 75 في المائة من احتياجاته اليومية، بينما تمده الخضراوات والبقول والفواكه والحبوب بـ25 في المائة الباقية من احتياجاته اليومية. وقد لوحظ أن التركيزات التي يتناولها كبار السن لا تتعدى 600 مليغرام أو أقل في اليوم وأن الحاجة إلى رفع هذا المعدل يوميا يتطلب تناول كوب من اللبن بصفة اضافية لتصل الى 800 مليغرام كالسيوم يوميا.
أدام الله علينــا تمــام الصحــه والعــافيـــه